صادق فتحی دهکردی؛ سکینة حسینی
چکیده
إنّ الشاعر السودانی المعاصر "محمد الفیتوری" من الشعراء الذین وظّفوا الشخصیات الثوریة لیصوّروا آلام مجتمعهم وآماله فضلاً عن تصویرهم لآلام جمیع الشعوب الحرّة وآمالهم. فقد استطاع الشاعر أن یخلق روحاً ملحمیة فی أشعاره، فاستخدم شخصیات مختلفة لیصوّر طموحاته فی العالم العربی. استلهم الشاعر شخصیات تتضمن رموزاً یکشف من خلالها مواقفه وما ...
بیشتر
إنّ الشاعر السودانی المعاصر "محمد الفیتوری" من الشعراء الذین وظّفوا الشخصیات الثوریة لیصوّروا آلام مجتمعهم وآماله فضلاً عن تصویرهم لآلام جمیع الشعوب الحرّة وآمالهم. فقد استطاع الشاعر أن یخلق روحاً ملحمیة فی أشعاره، فاستخدم شخصیات مختلفة لیصوّر طموحاته فی العالم العربی. استلهم الشاعر شخصیات تتضمن رموزاً یکشف من خلالها مواقفه وما یعانیه من ظلم وعذاب مستهدفاً بذلک تفسیر واقع الأمة ومعالمها. فیهدف الشاعر من خلال توظیفه للشخصیات إلی تعمیق نظرته للقضایا الوطنیة والإنسانیة، ویبرز مشاعره أمام ظروف قاسیة یعیشها العالم العربی. تحاول هذه الدراسة من خلال المنهج الوصفی-التحلیلی وعلی ضوء التحلیل السیمیائی أن تبحث عن الشخصیات الثوریة فی شعر الفیتوری لیتمّ الکشف عن أهم الدلالات السیمیائیة التی یقصدها الشاعر من وراء هذه الشخصیات، ولتحقیق هذا المقصود نحدّد أسماء الشخصیات السیاسیة والتراثیة والأدبیة ثمّ نسلّط الضوء علی سماتها وأفعالها ودلالاتها فی النص الشعری، وهکذا تصبح هذه الشخصیات فی الأغلب علامات ورموزاً تحمل مدلولات متعدّدة ویتجلّی فیها المعنی العمیق للنص الشعری. إنّ التعرّف علی السمات الرمزیة فی أسماء الشخصیات ودلالاتها، یلعب دوراً مهماً فی حفظ القیم والإنجازات الوطنیة، والشعبیة وتقویة روح الأمل. ومن أبرز هذه الشخصیات هو الإمام الخمینی (ره)، ونیلسون ماندللا وصلاح الدین الأیوبی وعنترة بن شدّاد وعبدالخالق محجوب والسلطان تاج الدین. یظهر لنا أنّ دراسة الشخصیات فی شعر الفیتوری ضروری ومهم لأنّ هذه الشخصیات لها دلالات عمیقة تؤثّر فی النفس الإنسانیة وتُثیر فی نفس المتلقّی أفکاراً کالرفض والتّمرد والثورة ضد الطغیان. إنّ ألفاظ الحدیقة والعصافیر والتراب و... فی شعره تتجلّی بدلالات مغایرة ویوظّفها الشاعر لخدمة قضایا وطنیة، و تمثّل مفردات کالمطر والغاب والنهر والعاصفة، إرادة أبناء الشعب الذی ناضل من أجل الحصول علی الحریة والسیادة علی أرضه. ومن النتائج التی قد توصّل البحث إلیها هی أنّ هذه الشخصیات عند الفیتوری، تحمل دلالات کالأمل، ومحاربة الظلم، والتحرّر، والدعوة إلی صحوة الشعب ومحاربة الاستعمار وکذلک توعیة الناس وحثّهم علی الدفاع عن عزّة الوطن وکرامته.